العمدة محمداحمد في ذمة الله

روعت البلل فجر اليوم برحيل علم من أعلام السودان ذلكم هو العمدة محمد احمد كنيش. لاشك أن هذا يوم حزين في تاريخ البلل، بل المنطقة، بل الوطن كله فقد كان العمدة رحمه الله ركناً من أركان البلد خدم منطقته منذ أن تسلم زمام العمودية وساهم مساهمات لاتحصى في تطوير المنطقة خاصة مشروع نوري الزراعي فقد كان عضواً دائما في جميع لجانه. كما أن مساهماته في مجالات التعليم و القضاء والجانب الاجتماعي والفني ستظل تتناقلها الأجيال.
اليوم انهد أحد أعمدة البلد وانهار جدار ضخم، وسقطت شجرة وارفة كان يستظل تحت ظلها الضعفاء والفقراء من أبناء بلدي، فله الرحمة والمغفرة بقدر ماقدم لبلده وأهله والعزاء لزوجه و عقبه وآله وجميع أهل البلد، وألهمنا الله الصبر على تحمل مصابنا الجلل، و "إنا لله و إنا إليه راجعون.

(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام)نسال الله له الرحمه والمغفره وان يلزم اهله الصبر الجميل (انا لله وانا اليه راجعون)

البقاء لله للفقيد الرحمة لاله وزويه الصبرو التعازي لاسرتة ولجميع من يعرفه انا لله وانا اليه راجعون

انا لله وانا اليه راجعون اللهم ارحمه رحمة واسعة وادخله فسيح جناتك مع الصدقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

ستظل ذكرى فقيدنا الكبير العمدة محمد احمد خالدة أبد الدهر ما ذكرت الشهامة و الرجولة والوفاء للمنطقة وأهلها، و سيظل فراقه جرحا غائرا في وجداننا.
أنا هنا أعيد اقتباس الكلمة التي سطرها قلم الأستاذ أحمد شاموق في ديسمبر من عام 2008 في حق الراحل العظيم.
العمدة محمد أحمد كنيش
الأستاذ/ أحمد محمد شاموق... الرأي العام الثلاثاء 16 ديسمبر 2008م
مرة أخرى أكتب في موضوع محلي يخص قرية نوري، فالقرية جزء من المحلية، والمحلية جزء من الولاية، والولاية جزء من السودان، ولذلك في أحيان كثيرة تذوب الفوارق بين ما هو محلي وما هو قومي.
فقد كرم أهل منطقة نوري شخصاًَ كبيراً هو العمدة محمد أحمد كنيش مرة بإنشاء قاعة كبرى باسمه في نادي نوري الثقافي الاجتماعي الرياضي، ومرة أخرى بإقامة احتفال كبير لشخصه وجيء بالعمدة جالساً على كرسي تحيط به محبة المنطقة وتقديرها.
العمدة محمد أحمد كنيش رمز كبير من رموز المنطقة. وعندما تذكر كلمة العمدة مطلقة يفهم بشكل تلقائي أن المقصود هو العمدة محمد أحمد الحسن كنيش. وعندما يذكر اسم كنيش يفهم أن المقصود هو العمدة كنيش مع أن للأسرة تفرعات وامتدادات أخرى في مروي شرق ومنطقة حلفا ورفاعة وفي أنحاء أخرى من السودان.
لقد بنى العمدة شخصيته من خلال نضاله في خدمة المنطقة زاد على الستين عاما. تولى عمودية نوري عام 1947، وعندما انتهت الإدارة الأهلية بقرار من الرئيس جعفر نميري في منتصف سبعينيات القرن الماضي تحول نشاط العمدة إلى الجوانب الاجتماعية، فساعد بمجهود كبير في تطوير أنشطة نادي نوري الثقافي الاجتماعي الرياضي وتولى رئاسته، وتولى عضوية ورئاسة مجلس إدارة مشروع نوري الزراعي ورئاسة اتحاد المزارعين.
غير ذلك كان له دفع قوي في إنشاء المدارس والأندية الثقافية والاجتماعية و(الشفخانات) في المنطقة وصيانتها بين فترة وأخرى، وفي إنشاء مستشفى نوري الذي أنشئ بجهد شعبي خالص.
ولذلك كان أهل المنطقة يتعاملون معه كعمدة بالمعنى الحديث لكلمة عمدة حتى بعد أن انتهت عملياً مرحلة حكم الإدارة الأهلية.
وعندما سقط مريضا قبل عامين ولزم السرير الأبيض أصبح بيته مزارا. لا يأتي زائر لخزان الحمداب إلا وعرج على العمدة زائرا ومحييا ومتمنيا له الشفاء.
كان العمدة صديقا للسيد محمد عثمان الميرغني ومحمد أحمد أبورنات أول رئيس للقضاء بعد الاستقلال وعوض الله صالح قاضي القضاة السابق وعبد الكريم الكابلي وآخرين .. وآخرين، واحتضن شعراء المنطقة حسن الدابي والسر عثمان الطيب ومحمد سعيد دفع الله وبقية عقد شعراء المنطقة، وكان داره أشبه بدار اتحاد فناني الشمال منذ عهد إسحاق كرم الله والنعام آدم وعبد الرحمن بلاص وعثمان اليمني ومحمد كرم الله ومحمد جبارة .. إلى أجيالهم اللاحقة.
وقد دخل العمدة في سباق شريف على منصب رئيس الإدارة الأهلية في منطقة مروي .. دخل في سباق مع المرحوم كرار محمد الحسين .. ولكن الخلاف انتهى بمجرد أن انتهى السباق كتنافس حضاري مثلما نراه في انتخابات الدول المتقدمة. وأصبحت علاقته مع المرحوم كرار وبعد ذلك مع أسرته على أحسن ما يكون.
وبعـــد ..
لا أستطيع الاستمرار في ذكر مناقب العمدة كنيش التي أكسبته محبة الجميع، فمساحة العمود لا تسمح.

(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولأهله جميعا الصبر الجميل "اللهم آمين"

» العمدة ذلك الفقد الجلل
» أحمد شبعان يرثي العمدة كنيش
» العمـدة كنيش في ذمة الله
» الله معانا ورقصة رائعة بالسيف
» لمحة من عدل سيدنا عمربن الخطاب رضي الله عنه