قادتنى قدماي مرة لبهو قصر مهجور لا يعلم عنه أحد شيئاً، كنت
ومرشدى فقط نقف فى الظلام .
بدأ ساكنو غرف القصر ومعالمه فى الظهور لمسرح الأحداث
_البهو_ فى إضاءات خافتة وسريعة , أضيئت الغرفة الأولى وكان
بها سبعة أشخاص مختلفى الهوية والطباع ... ذا هو... والحديث هنا
لمرشدى فلان وهن سباك القصر وهو من أصول هندية من ناحية
والدته السيدة الفاضلة لورا ,واسمها هذا أشتق من كلمة لورانس ليس
لورانس العرب ولكن لورانس هذه فى اللغة الإغريقية تعنى إله الحب ، وإله
الحب فى الحضارة اليونانية يوازى ....
ويقطع مرشدى الحديث من نفسه ليبدأ فى رواية تاريخ تمثال لمريم
العذراء .. إصطدمت به فى الظلام .. فالتمثال هذا يعود تاريخه لألف سنة
إشتراه صاحب القصر فى رحلته للهند قبل عشر سنوات من وفاته وكان فى
رحلته تلك قد قابل فتاة هندية لم يتزوج منها ولكنه أنجب منها ابناً هو الآن
سباك هذا القصر.
وهذا هو علان وهو من عائلة أرستقراطية نزحت من الشمال نتيجة للحرب
التى كانت دائرة هنالك ووووو
ليتواصل مرشدى للسبعة أشخاص الذين يختفون فجاءة لتضاء الغرفة الثانية
ثم الثالثة حتى نصل للغرفة التسعون وحينها يكون ذهنى قد ذهب فى ثبات
عميق لتختلط علي الأشياء فلا افرق بين إسم السباك وعنان مخطوطة قديمة
لكاتب إيرلندى وجدناه فى الغرفة السبعون , وهذا على الرغم من إجتهاد
مرشدى ......
كان هذا ببساطه هو حالى وأنا فى الصفحات الأولى فى كتاب يوم من حياة
البلل
في الرد على الاخ / عمر المنصور اقول :-
1 / قال ( كان هذا ببساطة هو حالي و انا في الصفحات الاولى من كتاب
يوم في حياة البلل ) .
+ لم افهم اي شيئ من المقدمة و اناشد الاخ عمر ان يكتب بكلمات تُفهم و
هذه اللغة انا متأكد من انهُ حتى هو لا يفهمها .
2 / الكتاب يفتقد للحبكة الروائية التى تجعلك تتنقل بين بسلاسة وحميمية
وإنفعال . + الكتاب كما اجمع الكثيرون عليه به حبكة روائية عالية و هذا
رأي الاخ عبدالله كنه و العم الكامل محمد سليمان – على سبيل المثال –
وهو يجعلك تنتقل بين سطوره ( بسلاسة و حميمية و انفعال ) كما قلت .
3 / الرواية إما أن تكون سرداً لواقعة وقعت فى زمان ومكان ما يقوم
الكاتب بمعالجتها باسلوبه هو أو بالفاظ أبطالها، أو أن تكون قصة من نسيج
خياله يقوم بصياغتها باسلوبه والكاتب البارع هو من يشدك فى الحالتين
لكتابته أما هنا يحاول أن يسلك الحالة الأولى غير أن القارئ هنا يصطدم
بغياب شئ جوهرى هو غياب القصة حيث لن يجد القارئ قصة حتى
النهايه ليكون الكتاب اشبه بمحاولة توثيقية لحياة قرية ما وهو ما فطن إليه
الكاتب فى صفحة 91 ليقول على لسان أحد أبطاله (نعم يا أخوانا لابد من
التوثيق كل الناس يجب أن يكتبوا عن مناطقهم عشان يعرفوا الناس بيها) .
+ هذه الرواية كما قلت في المقدمة هي توثيق او قُل ( بعض توثيق ) لحياة
قرية في شمال السودان تسمى البلل و هي تتكون من ثلاث محاور يربط
بينها البطل و الحلقات الثلاثة لا تنفصل عن بعضها البعض و الثلاث
حلقات تتماسك لتكون القصة او الرواية .
4 / الكتاب أشبه بمعجم لغوى يوضح معانى ومفردات أسماء وألعاب
وعادات القرية ولكن بشكل ذكى .. محمد يسأل والاخرون يجيبون ...
+ في الرواية هنالك بطلان البطل الاول هو عبدالله ود الامين وهو اللذي
يربط بين الحلقات الثلاثة اما البطل الخفي الاخر فهو محمد و هو رمز لكل
شخص لم يعيش في البلل و عبدالله ود الامين هو اللذي يربط بين اجزاء
الرواية الثلاثة اما محمد فهو اللذي يخرج الحوارات بحكم ان عبدالله ود الامين يعرف كل شيئ عن الزراعة و البلل و نوري و غيرها ولكن محمد
لا يعرف فيقوم بسؤال المجموعة عن اشياء تصل الى القارئ .
5 / مزج الكاتب بين الفصحى والدارجى فأنتج لغة جميلة هى إحدى
إشراقات الكتاب .
+ اشكرك على هذا الاطراء و الكتاب فعلاً مزج بين الفصحى و الدارجي
و اتذكر هنا ابيات الشاعر محمد احمد الحبيب : -
وحدي في كوبر بكيتك
يوم عرفت الدنيا سُمعة
شفت وجهك بين دموعي
و الكضب ما فيهو دمعة
في سبيلك يا اماني
عمري لاح احلام و ذكرى
6 / إستخدم الكاتب كلمات معينة بشكل متواصل على الرغم من تمكنه
اللغوى والأدبى مثل(على الطلاق ، بالله ، والله ، وده معناه شنو) مما
أضعف ثراء الكتاب اللغوى .
+ من اكثر الكلمات استعمالاً عندنا كلمة ( والله – علي الطلاق ) ولم
استعملها الا لانها تستعمل كثيراً و ( ناس السوق يعرفو الكلام ده ) .
7 / حاول الكاتب إقحام توجهه الصوفى والسياسى دونما مناسبة .
+ انا لا اخفي توجُهي الصوفي و السياسي فأنا ختمي على السكين اتحادي
وحدوي ، ولكن رغم ذلك عرضت بقية الاراء التي تقول : ( بالله ما تخلينا
فضل فيها اسياد ) و ( ديل والله الجن شوية عليهن ) .
و لكن في النهاية نحتكم جميعاً لصوت العقل و نجد ان التصوف هو
المخرج من ازماتنا و ان الحزب الاتحادي الديمقراطي هو الوعاء الشامل
اللذي يمكن ان تنصهر فيه كل الاحزاب السودانية ..... .
الشكر أجزله للأخوان عمر المنصور و امين فزع و عبدالله كنه و انا في
انتظار نقد الأخرين ..
و صلى اللهم و بارك على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق و الخاتم لما سبق
ناصر الحق بالحق و على اله و صحبه و سلم .