بـين الكَــركبة وراس الســاب

الأخــوان عثمــان وعبدالعظــيم

تقـــبل الله منـا ومنكـــم الصــيام والقـــيام وأعــانـنا
وإيـاكــم عـلى فعــل الخـــيرات ........ حــقـيقــة
أخــجلتما تواضــعي ، فهـذا الـذي تصــفانه بالكاتب
الكـبير والعـمـلاق لـيس ســـوى تلمـيذ مـبتدىء فـي
مدرســـة إبداعــكم ، أمـا هـــذه الخــربشـــات على
جـدار الذكــرى لا تعــدو كونهــا محــاولات لتلمـس
بعضـاً مـن آهـات السـنين وصـدى الفـرح السـراب
نتعــشم صـبركم علـينا عسـى أن تسـتبـين الرؤيا !

أشـكر تشـجيعكما كما أستسمحكما عـذراً على التأخر في التعـقيب

تحـياتي وإحـترامي

قـبل الشمــش مـا تمــرق عــديل جــات أخــتي صحــتني ، مـالك
يـا بـت ؟ .. (مــريم) جــارتنا دي عــندها مـلاريا وبالّـيل تعـبت
أســع شــالوها بالكــارو ودوهـــا المســتشـفى .... إتقـــلبت عـلي
صفحــتي التـاني .. مســتشـفى شــنو الـيودوهـا ليهـو لمـلاريا ؟!
تراهـــا البلـــد كلهــا دابغـــــاها المـــلاريا وتراهُـــــن يبلعـــــوا
فـي الكِــينا ويقُــرشو فـي البصــل لامـن يبقـوا نصــاح ! ......
خــــلاس أمشـي جــيبـيلنا الشــــاي المُــــر ده خــلينا النهـــــرد
مصــاريـنا ديـل نمشــي نلحــق الجمـاعة فـي المســتشفى .....
ركــبت حمــارتي كـربت كـربت مشــيت لقــيتُن مـرقــدنها فـوق
ســرير التقــول حـاحــايي والكهــربا قــاطعي قــالو جــاز مـافي
وريحة العـنبر قـربت تمرق كباية شايِّ الشـربتها .. أها الدكتور
قـال شــنو ؟ .. يـاتو دكــتور ؟!! قـالو الدكـتور الجابوهو جـديد
بـس تمـالو إسـبوعـين وســافر قـال مـابيقـدر يقعـــد أكـتر مــن
كــدي ، زي رفـاقتو كــلو اليجــيبو مـايتملــو شهــرين ويمشـي
يقــول البلـد دي مـانفعــت معـــاي !؟! طــيب المسـاعد الطــبي
وينـو ؟ ... حـتى هــو قــالو اللـــيلي مـا جـا ، هــو ذاتـو عـليك
النـبي يجــي عـلي شــنو ؟! عــليك الله عـاين للصــيدليي اللّــت
الـدوا .. راقــدي رفــوف ســاكت ، حـبوب أســبرو مـافيها ....
طــيب الحــاجي دي بي حــالتا دي حـا تمــوت .... والله مــاني
عــارفــين نســوي شــنو !! لكـن يبقــى لـي أكـان شلــت رقــم
تلــفـون ولــدا وروَح كــريمي ضــربلـو يكــون أخــير ، يجــي
يســوقا يـوديهـا مـعا الخـرتوم ولاّ يشــوفلها طـريقة ... شِــلت
الرقــم وركـــبت حمــارتي عــرعــر لامــن وصــلت البنطـــون
... لــقيتـو واقــف .. مــالو ؟.. قــالوا جـــاز مــافي ! عصــرت
كُــراعي زي تِلــت سـاعة لحــدي مشــرع المـراكب ، وجــلبغ
جــلبغ عــديت بي غــادي ، نطـــيت لـي فـي كــارو وصــلتني
الســوق ، ضــربت التلفـــون كلمــت (ود الحـاجي) بالحــاصل
وفــوق دربـي طــوالي صــديت راجــع ، غشــيت المســتشفى
أشـوف الأمـور وصلت لاويـن .. لاقـتني أمـي قـالت ســوينالا
عــرديب مـا قعـــد كــتير فـي بطُــنا طـرشــتو لكــن الطــراش
ريّحـــا وفـاقـت شــويِّ ، أسـع نايمــي ... قُــتلا طـيب سـاعة
هِــني مـافي عـلاج مُـش أحســن تمشــي ترتـاح فـي البيت ؟
قـالت لـي أيِّ الـناس كلـهـُن قـالـوا كــدي بـس تنجــمَّ شــويِّ
ونرجـعا ... ومُــو كــتير جـا (بشــير الخـير) بالبُكسـي حقــو
ركــبناها فــيهو وداهـــا الـبيت ... مشــيت لقــيت خـالي فـي
بـيتنا يشــربلو فـي جــبنه ، أخـدنالنا عشــرة ونسـي شـرقنا
وغــربنا فيهـا .... أهـا إنـت بعــد ده حقـــو تحــاول تجهـــز
نفســك للســفر عشــان مــدة صـلاحية الفــيزا مـا تنتهــي ،
طبعــاً حـا تســافر قِـــدامي وأنـا إن شـاء الله بعــد الإجــازة
مـاتخـلص أجـي لاحــقك ، شــوف أمـورك رتبـا فـي الـتلات
أيـام الجــاي دي عشـان يـوم الأربعــاء نقــوم سـوا .. أنـا
عـندي شغـلانية في الخـرطوم مـاشي أقضـيها وإنـت تكمـل
بـاقـي إجــراءاتك وتتـوكــل ... قلــتلو أمــور شـنو يا خـال
الـبرتِبـا ؟! حســـاباتي الـدار أجـــرُدِن ولا عــــرباتي الـدار
أقــرِشِـن ! مـايهِـن الجــلابيـتين والبنطــلون ديـل أدفِـسِــن
فـي الهـاندبـاك واتوكــل عـلى الـدايم ، أســع إن قُـــت لـي
بـي عقـــاب يومـــنا ده قُـومــاكَ أنـا جـــاهز ..... ضحـــك
وقـالي الكــلام ده بعــديـن بيبقــالـك حــار ! فهمــتو قاصــد
شـــنو ....... يــوم الإتـنــين مشـــيت حجـــزت فـي بـاص
(عبدالعــاطي) وجــبت التذاكــر قــالوا الحضــور الســاعة
أربعــة والقــيام خمســة صــباحاً ... يـوم الـتلاتا الـدقـايق
بـدت تنقـص ودقـات قــلبي بـدت تـزيد ... العصـر مـريت
عـلى الـناس الكُــبار فـي بـيوتُن ودعــتهم ونزلـت ودعـت
الجـناين وقـلت للبحـر مـع السـلامة ورفعــت إيـدي للتمـر
ودعــتك الله ، الـدنيـا مغــربت الـناس البُعــاد بُعــاد جُـــو
ودعــوني وجــات ســت الخــطوات المــوزونة يســـبقهـا
عطـــرها الممــيز والدهشـة الآتـي مــن المجهـــول .....
إرتعـشـــت عـــيناهــا ..... سكـــبت يـدي دمعـــــاً .....
قــالت وفـي صمـت .. يعــني خـلاص قـررت تســافر ؟!
و بـاكــــر تـروح وتســـيبنــي وحـــــدي أنـا للــودار؟؟
أبـكــي وأنـوح مـــا بفــــرز اللــــــيل مــــن نهــــــار ؟؟
ونطــقـت همســـاً .. معـقــــول ؟؟!! .. همـمـت بطـــبع
قــــــبلة عــلى خـــــدهـا عـــلِ أروي بعـــــض ظمـــــــأ
الســنين مــن مطــر الشــوق الهـاطل عـلى وجـــنتيهـا ،
لكـــنّ الحــب هنـــا مـن الممنوعــات والـبـوح به يُعــد
مــن الكـبائر.............. الحســـن !... يـا الحســن !
إنـت واقــــف هـــني والـناس راجــــنك بي غــــادي ؟!
الحسـن أريت عِـيشتو طائري، أي جاي جاي..........
ما قـدرت أفــوتـا وأمشـي أبـارح غــلبني ضُمه أفــارقا
مالت هي فــوق صـدري انتكـت دقـات قـليبا أنا بسـمعا
زي مـا الفـراق كــاتلـني أنـا محــبوبتتي أذاهـا ولــوعا
....... دســت فـي إيـدي مــنديل ودســــيت قــلبي بين
ضـــلوعـا واتفــارقـنا .............................
مـع السـلامة ، الله يكتب السـلامة إن شـاء الله نسـمع
عــنك كـل خــير ، فـي وداعــة الله العــفو والعــافية ،
بعــد الكُـراع إنقطـعت دخــلت أشــوف خــبر الـزوادة ،
لقـــيت أمــي خــتـتا فـي كـــرتونة شعـــيريِّ وتـربــط
فــيها وهــي رابطــي راســـا مـــن كـــترت البكـي ...
.... قـــدر مـا كــتب الشعــراء والفـلاســفة والكـــتاب
فـي وصــف الـوداع ولحظـات الفـراق ما أظـن قـالوا
واحــد مــن الألــف مـن حـقــيقـتو ... لـو خـــيروني
الـيوم داك بـينـو وقـــليع الضـــفور بكمــاشة كــــنت
اخــترت القــليع ... أول مـــرة فـي حــياتي أشـــوف
أبــوي يـبكــي ! أمــي (بـت حُمــد خــير) عــــــيونـا
مـا لاقـــن زيهــا وزي بـاقي الـناس مـع إنهـا كـانت
تنوم من عشاياً بـدري .. ودعـتهم كأنـو آخر وداع .


نواصــل إن شــاء الله

الأخ علي سليمان محمد الماحي
أشكــرك شكراً جـزيلاً ، قـدُر جـبل قـاف وقـدُر الحجـيج ما طــاف
شكــراً يهــنيك ويمنـيك ويطـــرح البركــة فــــيك على هـــذه المداخـــلة
اللطـيفة ... أمــا قــولك بأني إنسـان أتسـم بروح الفكاهـة والمرح ،
وحــاتك يا غــالي ده كـان زمــان ،،، الغـــربة أدبتنـا أدب المـدائح
(إنتو أدب المدائح دي معـناها شـنو ؟) يسعــلني الله ماني عارفها
لكن البعــــرفـو أدب حُمـــارة الضُــكوري ! ،،،، سمعــــت مـــرة عمــــاد
أحمد الماحي (كـلاي) وهـو طبعـاً زول مركب مكنة رباطــاب ، قالا
لواحـد منجـض مـرتو نجـاض البُن (والله مرتك دي مأدبها أدب حمارة
الضـكوري) ، سـألتو مـن قصـة (المثل) قــالِّي الضـكوري جـابلو حمارة جـديدي
وقــاعد تخــاف من البحــر (وهو طـبعـاً سـاكن في وحــدي من الجُــزر) وعشــان
يدخـل ويمـرق لازم يخــوض واحـد من الخــيران ،، قـال الحمـارة تجـي في طرف
المـوية تحـرن وتحلف باليدخلا الكنيسـة ما تدخل ،، قـال يوم وصلها نُـص الخور
ومسكا كتـفــا وخـلاها للصـباح ، بقــت محــل تشــوفلها مـوية تنطـلق عليهـا جــــري !
(القصة دي جبتها ليك نظام كشبة عشـان خاطر كلامك القلتو ده وكده) .......
إن كــنت أنـا في ذاك الزمــان أحــب الضحـــك والهـــزار فـأخـــونا علي سليمــان كــان
هـو الإنســان المثقـف و (المفتي) حـيث كان مرجعــنا في كل الأمـور الدينية والدنيوية والأكاديمية
بالرغــــم مــــن صغـــــر ســــنه آنذاك في وقـــــت لـــم يكـــــــن فــــيه تلفـــــــــــزيون
ولا إنترنت ولا صحف منتظمة ! ... وهـذه شهــادة مـني للتاريخ ليس إلا ! ...... تفضـل الأخ علي بشـرح عـنوان القصــة وهذه مناسـبة لتوضـيح بعض المعالم للأجـيال الجديدة .. (حسـونة) هي عبارة عن جــزيرة صغـــيرة مقـــابل المسجد القــديم (الخـلوة) ..... بين المسجد وحســونة كانت توجـــد بعض أشجـار الدوم ... بين الدوم وحسـونة حـزام مـن الأشجار و (دِشـة حلفي) فوق القيف ... (الديس) نبات شــبيه بالحـــلفي ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

،،، لـك كل الشـكر والتقـدير،،،

هـــلا ومرحـــب حــــباب صــاحب القـلـم الرصــين وبشــرانا بالغـــــيم الربط قـــبلي ............
تقــبل الله مـنا ومنك الصـيام والقــيام وأعاننا وإيـاكم على تقـواه وصالح الأعمال ..........
الطـيب صالح ؟ ... مـرة وحـدة ؟! يا راجـل! ... لكن آ هِـــناي ما نفخـتني شُــكر وقفــتني
قِـربي عـديل ..... تســلم ســيدي على الإطــراء والثــناء ونسـأله تعــالى العــون والمــدد عسى
أن نســتطيع تقـديم حـتى ولو القــليل في حــق البتـول البلـل ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


،،، لـك مـن التحــايا قناطـير ومـن الأشـواق قـواســيب ،،،

رفعـــــو العفــش فــــوق ضهــــر الـباص وقعـــدنا فـــــوق كــراســـينا
تلطــــــاشـر واربعطــــــاشـر ، الكُــرســـيــين كـــــــان لمــــــوهِــــن مـــع
بعــــض مـا يقعــــدِلـهِن زول واحـــد عـــــديل ، تخــــلي كِــــرعــــيك
مــدلـدلات الكـرسي القِــدامك يظــلط ركــبـيك ، تعــقِـــلِنْ علـيك
يتعـســمِن ..... قُلــت لي خــالي بعــد الـباص مـا يمـــرق بـره
الـبلـد أنـا بسطِـح فـوق وإنـت تاخــد راحــتك فـي الكـرسـيـين ،
الســـاعة ســتة الـبـاص إتحــــرك مشــينا شـــــويِّ وقـــــف شــــالو
نـاس ..... تـاني مشــينا قــدام شــويِّ وقــفلو لـوحــدي حـاجي
كـبيري مخــمخمي مـاهـا مخـلالا كـــرتونة ولا قُـفـة ولا رُتخـة
شــوال ماها شـــايلاها ، بعــد ركــبت مـن كـلاما عـــرفت إنهـا
ماشـي تنفِــس بتهــا فـي مـدني ....... كلــو شـــارعـين تـلاتـة
يقــيف يشــيلو نـاس ! آخـرُن كـان واحـد مـن نـاس السقــاي ،
جــــينا مــاريِّـن فـــــــوق دويـــم ود حــاج هــــــوا ، دخـــــلنا مـــــروي
وقــــف فــــيها شــــــويِّ والمســـاعدية تمــــو القِـــــربي مـــوية وقُلــــــنا
يـا لــيل ، جــينا مســح فـــوق أب دوم ، الـدِبـــيبي ، فِـــــتني ،
تنقــاسي ، القــــــرير ومُســــاوي ، أخــــدنــالــنا وحــــلة فـي أُســــلي
زي نـص ســاعة ، مــن هــــــناك إتكـــــربشـت مـع الجمــــاعــة
المســطحــين لــقـــيت معـــــاهم (ود الـزومــة) قطــع مصـــاريـنا
بـالضــــحك ، نســــانـا طُــــول المســـافة وبـرد عـلـينا حُــــــــــرورية
الـشمــش ....... مــريـنا بي فـــــوق قــــنتي وكـــورتي وضـــربـنا
الصّـــــي ، مــــــرة مطــــــبات ومـــــرات وحــــــل ، نـنـزل نكشــــــــف
لـلَّـســـاتك والمســاعـدية يدقـــــوا فـي الصـــاجـات وبعـــــد تمـــــــرق
نجـــــــري نتشـــعــلق ، لكـــن فـي وحـــــدي مــن المــــرات وِكــــرت
وكــــــــرة بـت كـــــلب أبـت تمــــــــرق كُــــــلو كُـــــــلو إلا بــس ربــــك
مــن جـودو جـابلو فــوقــنا باصـين حقــات دناقـلا ،الســواقــــين
خـــــرموا عـلى جـــنبه والمســاعــدية المعــــاهُن جُــــــو شــــايلـــين
صـاجـاتُن وكُــريقــاتُن وها ها ها حِــتان إتخـارجت مــرقت ،
الســــواقــين نقــــروا بـوري تلاتــة لـبعــضُــــن نظــــام وداع وكُــــلو
واحد عصر كُـوز نـيسانو وإتحـركوا ورا بعـض ... الشهامة
والـمـــــروءة مـؤصـــــلة فـي طـــــبع الإنســــان الســــــــوداني لكـــــن
في الخـلا بين السواقين عـندها طعـم خاص ونكهة مخـتلـفي
شي يخلي شعـرة جلدك تكـِلب من الفـرح ، الـلَّسـتكو يضرب
يـدوهو الإســبير القِــــربتو فِضـــت ما بيبخـــلوا علـيهوا بالمـوية
الـوحــــلان مـــا بيفـــــوتوهـــــو والأجمــــــل لمــــــان يصـــلوا قهــــــــوة
تلقـــــــاهم متلــــمـيـن مــع بعــــض فـي الـوجـــــبة ويمكــــن يكــــــون
معظمـن مـا بيعــرف بعـض ...... وصـلنـا قهــوة أم الحسـن
قــــــريب المغــــــرب ، الجمــاعة نـزلـــوا كُـــــلو التعـــــاينـلو أكــــان
مالعِــــــــوينـات تحـــــــلف تقــــــــول حــيطــــــة جـــــالـوص مســـــوِلـها
كِــرعـين مــن شـــدة مــاهُن مغــــبرين ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دخــــلـنا أكـــــلنا وشـــــربنا وصــــلـينا والجمــــاعة تمــــــوا جــــــــازُن
ومـــلوا قِـــــربـُن مـــوية وقُـــــلنا يـا مسهــل ....... شُفــع العـرب
الســـاكـنـين فـي الوديـان سمعـــــوا شخـــــير البـاص فـي المُجـــــرى جُـــــــو
منطلـقين جـري ملاقِـنوا لابسـين هـدوم لكن عــريانين ! وحـفيانين ،
يقعــوا ويقـــوموا رافــعـين إيديهُــن عشـان الركـاب يرمـولُن باقي الزوادة
الفضلت معاهم ! ، الزول الراكب جــنبي قالي والله نحــنا بي حـالتنا
السجــمــاني دي برضــنا الحمـــد لله أخـــير مـن ديِّل ، نفطـــر قراصــة
ونتغــــدى كِســــري ونتعــــشى فـــــول بالفطـــــير ، كـــنا قـــــــايلـين نفِـســـــــنا
عـايشـين على هـامش الحـياة لكن ديِّـل حـتى الهـامش ما محصلِنو ،
الكهرباء قطع شك ما سمعوبا لا تعليم لا مستشفى ، موية الشراب في تلتلة
بالله حكامـنـا يوم القــــيامي يتحشـــرو وين ؟! ، كلـو واحــد فــيهم يجـي يتبجـح
بأنـو بلــدنا فيهـا الأراضي الصــالحة للـــزراعـة وفــيهـا المـــوية وفــيهـا المعــــادن
وفــيهـا ثـروة حــــــيوانـية وفــيهـا البتـرول وفــيهـا وفــيهـا ، بــس الواحـــــــد فــــيهم
يتمكــن مــن الكــرسي يبقـى همـــو كلـــو في حـــشي كرشـــو وديِّـل ونحــنا نكــون
نسياً منســيا ، وتمــوت الوعـــود بالتنمــية وإحضـار الإستثمــارات دهســـاً تحـت
أقدام البيرقراطـية المُـذلة ... وزولك دوَّر فيِّ محاضرة ، حكى لي عن عدل
عمــر بن الخطـاب وكيف كان يرقـــد تحــت الشجــر ويقــول لــو تعــثرت بغلـة
في العراق لسأل عمر عنها ! .. وكلمني عن العـدالة الإجتماعية في النُظم
الإشـتراكـية وعــن الحــياة في دول الديمقـراطية الغـــربية وسـبَّ وتـبَّ الأنظــمـة
الشمولية وقال نحنا عندنا لا نافعة ديقراطية لا شمولية ولا ديكتاتورية ! ...
خــلاني أفـــتح وأصُــم في خــشمي ، ماني فــــاهم أي حاجة في كـلامو القـــاعد
يقــــول فـيهـو ده ، أسكــت أســــويلو أي صـــاح ، ودايـر لي طـــــريقة أغــــيربها
الموضــــوع مــاني لاقـــــيها ! بـس ربـك رب الخـــــير وحَّـــــل البـاص فـي خــــــــور
أب ضلوع ........... دخــلنا أم درمـان بعــد أذان الصـبح ، ونحـنا ماشــين
علـى الســــــوق الشعــــــــبي جـــــــا مخـــــرم بـي جــــــنـب البــاص بتـاع
تكـسـي ، هـكعلـــو في حُــــفـرة وواصــل فـي مشـي ، ودالزومــة قــال
زي الـدحـــش المبــاري أُمــــو ! ............ بعــض الـناس نزلـــوا
فـي الشـــعبي أم درمــان والـباقــــين واصــلوا للخـــرطوم ، نزلــــنا أنــا
وخـــالي فـي أم درمــــان وركــــبنا تكسـي ودانـا البـيـت ،،،،،،،،،،




وكـــان حــيين بنتـلاقا

،،، تحــياتي ،،،